لقد قبل ، إذن، السيد الأخضر الإبراهيمي مهمة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة و الجامعة العربية لسوريا ، لتدبير الملف السوري خلفا لكوفي عنان ، الذي استقال من منصبه بعد أن صرف ، هذا الأخير ، و بدون جدوى ، كل طاقته الفكرية و الدبلوماسية من أجل أن يقود سوريا إلى بر الأمان لتخرج من نفقها المظلم .
المبعوث الجديد ، إذن ، أريد منه أن يكون عربيا لغرض في نفس يعقوب لا يعلمه إلا الله و الراسخون في فن السياسة . لكن هل ثمة جديد سيقدمه هذا الخلف في الوقت الذي لم يستطع السلف أن يمنح أي شيء إيجابي على أرض الواقع لهذا الملف لطي صفحاته الأكثر دموية ؟
نعتقد جازمين ، كإجابة عن هذا السؤال ، أن السيد الابراهيمي سوف لن يفلح في حل هذا المشكل السوري . الظاهر أنه لم يستوعب الدرس العراقي جيدا ، ألا يعلم هذا الرجل ، علم اليقين أن سوريا تتعرض كما تعرض العراق سابقا لمخطط التفكيك ، ذلك المخطط الذي يصب في مصلحة الغرب و إسرائيل على الخصوص ؟ أفلا يكفي خيره ، كرجل سياسة مشهود له بالكفاءة الفكرية و الحنكة السياسية ، شر الأخطاء التي ارتكبها في العراق ، و التي بسببها أدى العراق ثمنا غاليا ، حيث لا يزال هذا الأخير يؤدي فواتير ما صنعت أيادي الأمريكان من قتل للنفوس الأبية و طمس للهوية الثقافية للشعب العراقي و لمعالمه الفكرية التي كانت تشكل نبراسا ينير الطريق المؤدي إلى الرقي و الازدهار ؟
لقد كنا نأمل أن يستمع السيد الإبراهيمي لصوت الضمائر الحية في بلادنا العربية و يعمل بنصائحها و نخص هنا الذكر النصائح الموجهة له من طرف السيد عبد الباري عطوان في مقاله المنشور ب" القدس العربي " في عدد يوم السبت الماضي ، لكنه لم يفعل حيث ضرب بهذه النصائح الثمينة عرض الحائط ، و لم يتجنب المصيدة التي سيقع ، لا محالة فيها ، و هو شيخ وقور و له رصيد سياسي و دبلوماسي محترم ينبغي أن يحافظ عليه و لا يعرضه لدنس هذا الملف السوري الملغوم .
لم يعمل شيخنا الوقور بنصيحة كل ناصح أمين ، و قبل عن طواعية و عن وعي أن يتورط ، في هذا الملف السوري الملغوم ، و عليه أن يتحمل تبعات هذا الاختيار ، فلن تنفعه ، هذه المرة ابتسامته الدافئة التي لا تفارق محياه ،المطمئنة لكل نفس حائرة ، و سوف لن تذيب دبلوماسيته التي توحي بالبراءة و الطهر السياسي ، ذلك الجليد الذي اكتسح قلوبا قد تحجرت و أصابها العمى و لا تفهم سوى لغة المصالح . عندئذ ، سوف يبدد كل رصيده في عالم السياسة و يفقد كل مصداقيته ، و يحكم على نفسه بالموت السياسي .
و خلاصة القول ، يعتبر الملف السوري ملفا شائكا و عسيرا و دروبه ملتوية ، لا يستطيع الأخضر الابراهيمي و لا غيره ، فك طلاسيمه ، و بالأحرى تعاطيه عبر تدبير ملفه وفق خطة ترضي كل الأطراف المتحكمة فيه . فإذا كان عنان قد فشل في مهامه الأممية ، فكيف للسيد الإبراهيمي أن ينجح فيها ، و هو يعلم مسبقا أن مفاتيح الحل السوري بيد القوى العظمى المتناحرة التي تريد أن تجعل من الربيع العربي امتدادا لرغباتها او مصالحها الحيوية المتعارضة في منطقة الشرق الأوسط ، اللهم إذا كان السيد الإبراهيمي يقبل على نفسه أن يقدمها ، لا قدر الله ، قربانا على مذبح المصالح و الرغبات التوسعية الإمبريالية لهذا الغرب المتوحش ، و يقبل على نفسه أن يجعل ، هذا الأخير ، من موته ، ذريعة للتدخل في سوريا لحسم الأمر عسكريا على رغم أنف الصين و روسيا .
المبعوث الجديد ، إذن ، أريد منه أن يكون عربيا لغرض في نفس يعقوب لا يعلمه إلا الله و الراسخون في فن السياسة . لكن هل ثمة جديد سيقدمه هذا الخلف في الوقت الذي لم يستطع السلف أن يمنح أي شيء إيجابي على أرض الواقع لهذا الملف لطي صفحاته الأكثر دموية ؟
نعتقد جازمين ، كإجابة عن هذا السؤال ، أن السيد الابراهيمي سوف لن يفلح في حل هذا المشكل السوري . الظاهر أنه لم يستوعب الدرس العراقي جيدا ، ألا يعلم هذا الرجل ، علم اليقين أن سوريا تتعرض كما تعرض العراق سابقا لمخطط التفكيك ، ذلك المخطط الذي يصب في مصلحة الغرب و إسرائيل على الخصوص ؟ أفلا يكفي خيره ، كرجل سياسة مشهود له بالكفاءة الفكرية و الحنكة السياسية ، شر الأخطاء التي ارتكبها في العراق ، و التي بسببها أدى العراق ثمنا غاليا ، حيث لا يزال هذا الأخير يؤدي فواتير ما صنعت أيادي الأمريكان من قتل للنفوس الأبية و طمس للهوية الثقافية للشعب العراقي و لمعالمه الفكرية التي كانت تشكل نبراسا ينير الطريق المؤدي إلى الرقي و الازدهار ؟
لقد كنا نأمل أن يستمع السيد الإبراهيمي لصوت الضمائر الحية في بلادنا العربية و يعمل بنصائحها و نخص هنا الذكر النصائح الموجهة له من طرف السيد عبد الباري عطوان في مقاله المنشور ب" القدس العربي " في عدد يوم السبت الماضي ، لكنه لم يفعل حيث ضرب بهذه النصائح الثمينة عرض الحائط ، و لم يتجنب المصيدة التي سيقع ، لا محالة فيها ، و هو شيخ وقور و له رصيد سياسي و دبلوماسي محترم ينبغي أن يحافظ عليه و لا يعرضه لدنس هذا الملف السوري الملغوم .
لم يعمل شيخنا الوقور بنصيحة كل ناصح أمين ، و قبل عن طواعية و عن وعي أن يتورط ، في هذا الملف السوري الملغوم ، و عليه أن يتحمل تبعات هذا الاختيار ، فلن تنفعه ، هذه المرة ابتسامته الدافئة التي لا تفارق محياه ،المطمئنة لكل نفس حائرة ، و سوف لن تذيب دبلوماسيته التي توحي بالبراءة و الطهر السياسي ، ذلك الجليد الذي اكتسح قلوبا قد تحجرت و أصابها العمى و لا تفهم سوى لغة المصالح . عندئذ ، سوف يبدد كل رصيده في عالم السياسة و يفقد كل مصداقيته ، و يحكم على نفسه بالموت السياسي .
و خلاصة القول ، يعتبر الملف السوري ملفا شائكا و عسيرا و دروبه ملتوية ، لا يستطيع الأخضر الابراهيمي و لا غيره ، فك طلاسيمه ، و بالأحرى تعاطيه عبر تدبير ملفه وفق خطة ترضي كل الأطراف المتحكمة فيه . فإذا كان عنان قد فشل في مهامه الأممية ، فكيف للسيد الإبراهيمي أن ينجح فيها ، و هو يعلم مسبقا أن مفاتيح الحل السوري بيد القوى العظمى المتناحرة التي تريد أن تجعل من الربيع العربي امتدادا لرغباتها او مصالحها الحيوية المتعارضة في منطقة الشرق الأوسط ، اللهم إذا كان السيد الإبراهيمي يقبل على نفسه أن يقدمها ، لا قدر الله ، قربانا على مذبح المصالح و الرغبات التوسعية الإمبريالية لهذا الغرب المتوحش ، و يقبل على نفسه أن يجعل ، هذا الأخير ، من موته ، ذريعة للتدخل في سوريا لحسم الأمر عسكريا على رغم أنف الصين و روسيا .