الاثنين، 6 أغسطس 2012

القذافي صار مع أقرانه متآكلا

القذافي صار مع أقرانه متآكلا
كتبهاعبد الجبار الغراز ، في 19 فبراير 2011 الساعة: 21:37 م

      الأجساد الرئاسية العربية معظمها أصبحت متآكلة بفعل عوامل حت الزمن . فالترهل الذي أصاب الأذاة السياسية العربية , واجتاح أنظمتنا العربية ,قد أصبح مؤشرا على شيخوخة سياسية بارزة , وعلى موت سريري وشيك , بدأ يدب في جسمها السياسي.
      لقد رأينا في الأيام القليلة الماضية , أثناء اندلاع الثورتين المباركتين التونسية و المصرية , كيف كان يطلع علينا , في شاشة التلفاز , وجه الرئيس المصري المخلوع , و قبله وجه الرئيس التونسي , و نرى الآن كيف تطلع علينا وجوه رئاسية أخرى .. و جوه عبوسة و متجهمة من فرط ما أصابها من الفزع الأكبر .
     و الأن , بعد هذا كله , هل يشذ وجه القائد الليبي عن هذه القاعدة ؟ أم هل يمكن القول أن " ثورة الفاتح العظيم " هي الأخرى , أصبحت في مهب رياح ثورة التغيير ؟  
      سؤال يستمد مشروعيته من دالتين مركزيتين :
     الأولى تجسدها لنا مظاهرات شباب ليبي بدآ يستوعب الدرسين التونسي و المصري و يطالب بأشياء أرقى , لا توفر له من قبل النظام الليبي السائد . أشياء بدونها لا تكون حياة الإنسان كريمة , أشياء حياتية حرم منها المواطن الليبي منذ أزيد من أربعة عقود .  يتعلق الأمر بالديمقراطية و الحرية و العدالة الاجتماعية , مبتغى كل شعب يريد الحياة و يريد أن يستجيب القدر .  فالسماح للأصوات المتعددة بان تقول كلمتها بكل حرية ودون أية قيود , بدل الصوت الواحد الذي يدعي أنه هو الوحيد الذي يمتلك الحق في أن يقرر مصير شعب من الشعوب , أصبح الأن مطلب و مبتغى كل بيت ليبي.
    و الثانية .يجسدها لنا الوجه الرئاسي الذي ينبغي الاشتغال عليه , كمادة أنثروبولوجية دسمة :
      يقدم الاعلام المرئي الليبي الرسمي , بوعي أو بدون وعي , صورة كاريكاتورية للرئيس معمر القدافي , و ذلك من خلال التركيز على ملامح وجه رئاسي يظهر القوة و الشموخ و البأس و الشكيمة , ملامح لوجه صنمي جامد القسمات ,لكن سرعان ما تتبدد تلك المظاهر الخداعة , لتتكشف للعيون البصيرة و كأنها ملامح  لكركوز ,بشعر كثيف أشيب شديد السواد, و هيأة قزمية مضحكة . كركوز صنع لكي يجسد مسرحية هزلية مبتذلة ,أوشك أن يسدل الستار عن آخرفصل من  فصولها .
عبد الجبار الغراز 
 صحيفة " القدس العربي " اللندنية
الرابط : http://www.alqudsnewspaper.com/todaypages/qmn.pdf
أضف الى مفضلتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق