كفى يا إسرائيل.. تسلطا و طغيانا !!!
كتبهاعبد الجبار الغراز ، في 26 فبراير 2010 الساعة: 15:15 م
كفى يا إسرائيل.. تسلطا و طغيانا !!!
عبد الجبار الغراز
لقد ترسخ اعتقاد خاطئ في أذهان العرب و غير العرب
, منذ زيارة السادات المشؤومة لإسرائيل إلى الآن , و دعمه , مع كامل الأسف ,
إعلامنا العربي و الإعلام الغربي , ومفاده أن إسرائيل " قوة لا تقهر " , و أن خططها
في التوسع و بسط الهيمنة الأبدية و وضع اليد الطولى على منطقة الشرق الأوسط , و
خططها في الاغتيالات , لكوادر المقاومة الفلسطينية و غير الفلسطينية , دائما تصيب
أهدافها , و أن جهاز مخابراتها "الموساد" جهاز صنديد لا يشق له غبار . فالخطأ
الفادح الذي ارتكبته الخلية للموساد, التي اغتالت الشهيد المبحوح يوم 20 يناير من
هذه السنة , في دبي , واستخدامها لجوازات مواطنين لدول أوروبية ( أبريطانيا , فرنسا
, ألمانيا , أيرلندا , ) لتسهيل الاختراق , يوضح بالملموس , أن الموساد جهاز يخطئ
أكثر مما يصيب , و أن الدولة العبرية لا تقيم أي وزن للأخلاقيات الدبلوماسية و لا
لأبسط المعايير التي تؤطر التوجهات الكبرى للقانون الدولي , و أنها , بفعلها المشين
هذا , إن طال الزمن أو قصر , ماضية إلى زوالها و انمحائها من خريطة العالم .
لقد تعود العرب , ومعهم العالم بأسره , أن يروا من
الدولة العبرية مثل هذه التجاوزات اللامسؤولة , حينما تخبط خبط عشواء , و تلجأ إلى
وسائل أشد خسة و دناءة و حقارة في سبيل تحقيق أهدافها , و لنا في محاولتها تصفية
خالد مشعل في عمان سنة 1998 , و غيره من كوادر الفعل الفلسطيني , خير مثال يمكن
الاستناد عليه لإبراز مثل هذه التصرفات الخرقاء .
فإذا كان المقصود من وراء اغتيال الشهيد المبحوح
خارج أرض فلسطين هو استفزاز المقاومة الفلسطينية, و بالضبط حركة حماس , بغية جرها
إلى المستنقع الأوروبي للقيام بردود أفعال انتقامية على مقتل المبحوح , كما عبر "
رأي القدس " ( " القدس العربي " بتاريخ 19_02_2010 ) , فإن المقاومة الفلسطينية
الباسلة , تعرف متى وأين سترد على هذا الاغتيال الجبان للشهيد المبحوح . وإذا كانت
عملية هذا الاغتيال على درجة كبيرة من الاحترافية , فإن شرطة دبي كانت أكثر
احترافية و ذكاء لما كشفت بالواضح عن " المستور " من خلال ما تم تسجيله من وقائع
الجريمة النكراء بالكاميرات المبثوثة في كل مكان حساس.
وعليه , فالدول العربية مدعوة أن تحذو حذو إمارة دبي
في أخد الحيطة و الحذر من خلايا جهاز الموساد و ترقب الأسوأ منه , في عالم أصبح
مليء بالمفاجئات غير السارة , وذلك من خلال تطوير إمكانياتها في تكنولوجيا المراقبة
لضبط كل صغيرة و كل كبيرة تصدر عن هاته الخلايا .
وإذا كان ما يسمى ب " الإرهاب " هو الكابوس المزعج
الذي يقض مضاجع الغرب وطفله المدلل ( إسرائيل ) , فهاهي كاميرات المراقبة لدبي
تكشف عن إرهاب , لطالما بحت حناجر الضمير الإنساني في لفت انتباه الرأي العام
الدولي إليه دون فائدة , لتضيع تلك الأصوات و تتلاشى وسط زحمة الآتي من الأحداث
المتدفقة باستمرار , إرهاب الدولة العبرية , التي به تخطت كل الحدود . فانقلب
السحر, الآن, على ساحره, و تحول, ما كان بالأمس القريب نعمة, إلى نقمة.
فهل يكفي بعدها , فقط , أن تطالب الدول , التي
استبيحت كرامتها الدبلوماسية , كبريطانيا و فرنسا و ألمانيا و أيرلندا , حينما وظف
الموساد جوازات سفر بعض مواطنيها , في قتل المبحوح , بفتح تحقيق حول هذه النازلة
؟؟؟ فإسرائيل ليست فقط دولة مارقة لا تحترم سيادة حلفائها من العرب و العجم, بل هي
أكثر بكثير من أن تنعت بمثل هذه النعوت, فهي دولة متسلطة متجبرة و طاغية.. دولة
أقيمت على أساس عنصري, لا تقيم وزنا لأخلاقيات العمل السياسي. فما أقيم على أساس
باطل فهو باطل..
و سيذكر التاريخ , بمزيد من الأسف و الأسى , و يلقن
للأجيال القادمة , قصة ذلك الغرب الذي تخلى عن يقينياته وعقله المتنور و أساسياته ,
التي دعم ركائزها فلاسفة أفذاذ أمثال سقراط و ديكارت و كانط و فولتير و روسو و
غيرهم .. فلاسفة ربطوا بين حب التفلسف و جوهر الإنسان ( إنسانيته ). فالذين سهلوا
لهذا الطفل النزق و الأرعن و المدلل مهمة اغتصاب أرض فلسطين العزيزة و تشريد و
تهجير شعب بأكمله , من أجل تحقيق مراده و الاستجابة الفورية و الدائمة لطلباته و
نزواته و هلوساته و هذياناته و أساطيره التي لا تنتهي , بدءا من "وعد بلفور"
المشؤوم و ما رافقه من غرس للكيان الصهيوني الغاشم في الجسم العربي و الإسلامي , و
مرورا بخروجه الدائم عن الأسرة و المنتظم الدوليين , من خلال عدم احترامه للمعاهدات
الدولية ولا لقرارات مجلس الأمن , و انتهاء بحربه على غزة و تجويعه لأبنائها البررة
, هم يجنون , الآن , ثمرات ما اقترفت أيديهم في حق فلسطين و شعبها الأبي .
فلتحرجهم,إذن, أيها الطفل المدلل , في كل وقت و حين , بنزواتك و شخصانيتك المتورمة
.. ولتضيق عليهم رقعة المناورة و المراوغة و والتبريرات الواهية التي يقدمونها
للعالم لطمس جرائمك ومذابحك !!!
بل أكثر من ذلك.. افقدهم , كل يوم .. كل ساعة .. و كل دقيقة
, مصداقيتهم , كغرب متنور حامل لمشعل الحرية و الديمقراطية و محارب للمزعوم "
الإرهاب " لعل وعسى ضميرهم يصحو و يستيقظ على قنابلك العنقودية و الفسفورية
!!!
أما العرب و المسلمون .. فلم يعد لديهم ما يقدمونه
من تبريرات لجبنهم المزمن , بعد هذا الذي جرى في دبي , لأجيالهم القادمة و أوطانهم
, و شعوبهم المغلوبة على أمرها , و كراماتهم المجروحة , و للمنتظم الدولي , سوى قول
كلمة الحق .. تلك الكلمة الفصل التي تفصل بين الحق والباطل: كفى يا إسرائيل.. تسلطا
و طغيانا !!!
عبد الجبار الغراز algharraz62@gmail.com
كتبهاعبد الجبار الغراز ، في 26 فبراير 2010 الساعة: 15:15 م
كفى يا إسرائيل.. تسلطا و طغيانا !!!
عبد الجبار الغراز
لقد ترسخ اعتقاد خاطئ في أذهان العرب و غير العرب
, منذ زيارة السادات المشؤومة لإسرائيل إلى الآن , و دعمه , مع كامل الأسف ,
إعلامنا العربي و الإعلام الغربي , ومفاده أن إسرائيل " قوة لا تقهر " , و أن خططها
في التوسع و بسط الهيمنة الأبدية و وضع اليد الطولى على منطقة الشرق الأوسط , و
خططها في الاغتيالات , لكوادر المقاومة الفلسطينية و غير الفلسطينية , دائما تصيب
أهدافها , و أن جهاز مخابراتها "الموساد" جهاز صنديد لا يشق له غبار . فالخطأ
الفادح الذي ارتكبته الخلية للموساد, التي اغتالت الشهيد المبحوح يوم 20 يناير من
هذه السنة , في دبي , واستخدامها لجوازات مواطنين لدول أوروبية ( أبريطانيا , فرنسا
, ألمانيا , أيرلندا , ) لتسهيل الاختراق , يوضح بالملموس , أن الموساد جهاز يخطئ
أكثر مما يصيب , و أن الدولة العبرية لا تقيم أي وزن للأخلاقيات الدبلوماسية و لا
لأبسط المعايير التي تؤطر التوجهات الكبرى للقانون الدولي , و أنها , بفعلها المشين
هذا , إن طال الزمن أو قصر , ماضية إلى زوالها و انمحائها من خريطة العالم .
لقد تعود العرب , ومعهم العالم بأسره , أن يروا من
الدولة العبرية مثل هذه التجاوزات اللامسؤولة , حينما تخبط خبط عشواء , و تلجأ إلى
وسائل أشد خسة و دناءة و حقارة في سبيل تحقيق أهدافها , و لنا في محاولتها تصفية
خالد مشعل في عمان سنة 1998 , و غيره من كوادر الفعل الفلسطيني , خير مثال يمكن
الاستناد عليه لإبراز مثل هذه التصرفات الخرقاء .
فإذا كان المقصود من وراء اغتيال الشهيد المبحوح
خارج أرض فلسطين هو استفزاز المقاومة الفلسطينية, و بالضبط حركة حماس , بغية جرها
إلى المستنقع الأوروبي للقيام بردود أفعال انتقامية على مقتل المبحوح , كما عبر "
رأي القدس " ( " القدس العربي " بتاريخ 19_02_2010 ) , فإن المقاومة الفلسطينية
الباسلة , تعرف متى وأين سترد على هذا الاغتيال الجبان للشهيد المبحوح . وإذا كانت
عملية هذا الاغتيال على درجة كبيرة من الاحترافية , فإن شرطة دبي كانت أكثر
احترافية و ذكاء لما كشفت بالواضح عن " المستور " من خلال ما تم تسجيله من وقائع
الجريمة النكراء بالكاميرات المبثوثة في كل مكان حساس.
وعليه , فالدول العربية مدعوة أن تحذو حذو إمارة دبي
في أخد الحيطة و الحذر من خلايا جهاز الموساد و ترقب الأسوأ منه , في عالم أصبح
مليء بالمفاجئات غير السارة , وذلك من خلال تطوير إمكانياتها في تكنولوجيا المراقبة
لضبط كل صغيرة و كل كبيرة تصدر عن هاته الخلايا .
وإذا كان ما يسمى ب " الإرهاب " هو الكابوس المزعج
الذي يقض مضاجع الغرب وطفله المدلل ( إسرائيل ) , فهاهي كاميرات المراقبة لدبي
تكشف عن إرهاب , لطالما بحت حناجر الضمير الإنساني في لفت انتباه الرأي العام
الدولي إليه دون فائدة , لتضيع تلك الأصوات و تتلاشى وسط زحمة الآتي من الأحداث
المتدفقة باستمرار , إرهاب الدولة العبرية , التي به تخطت كل الحدود . فانقلب
السحر, الآن, على ساحره, و تحول, ما كان بالأمس القريب نعمة, إلى نقمة.
فهل يكفي بعدها , فقط , أن تطالب الدول , التي
استبيحت كرامتها الدبلوماسية , كبريطانيا و فرنسا و ألمانيا و أيرلندا , حينما وظف
الموساد جوازات سفر بعض مواطنيها , في قتل المبحوح , بفتح تحقيق حول هذه النازلة
؟؟؟ فإسرائيل ليست فقط دولة مارقة لا تحترم سيادة حلفائها من العرب و العجم, بل هي
أكثر بكثير من أن تنعت بمثل هذه النعوت, فهي دولة متسلطة متجبرة و طاغية.. دولة
أقيمت على أساس عنصري, لا تقيم وزنا لأخلاقيات العمل السياسي. فما أقيم على أساس
باطل فهو باطل..
و سيذكر التاريخ , بمزيد من الأسف و الأسى , و يلقن
للأجيال القادمة , قصة ذلك الغرب الذي تخلى عن يقينياته وعقله المتنور و أساسياته ,
التي دعم ركائزها فلاسفة أفذاذ أمثال سقراط و ديكارت و كانط و فولتير و روسو و
غيرهم .. فلاسفة ربطوا بين حب التفلسف و جوهر الإنسان ( إنسانيته ). فالذين سهلوا
لهذا الطفل النزق و الأرعن و المدلل مهمة اغتصاب أرض فلسطين العزيزة و تشريد و
تهجير شعب بأكمله , من أجل تحقيق مراده و الاستجابة الفورية و الدائمة لطلباته و
نزواته و هلوساته و هذياناته و أساطيره التي لا تنتهي , بدءا من "وعد بلفور"
المشؤوم و ما رافقه من غرس للكيان الصهيوني الغاشم في الجسم العربي و الإسلامي , و
مرورا بخروجه الدائم عن الأسرة و المنتظم الدوليين , من خلال عدم احترامه للمعاهدات
الدولية ولا لقرارات مجلس الأمن , و انتهاء بحربه على غزة و تجويعه لأبنائها البررة
, هم يجنون , الآن , ثمرات ما اقترفت أيديهم في حق فلسطين و شعبها الأبي .
فلتحرجهم,إذن, أيها الطفل المدلل , في كل وقت و حين , بنزواتك و شخصانيتك المتورمة
.. ولتضيق عليهم رقعة المناورة و المراوغة و والتبريرات الواهية التي يقدمونها
للعالم لطمس جرائمك ومذابحك !!!
بل أكثر من ذلك.. افقدهم , كل يوم .. كل ساعة .. و كل دقيقة
, مصداقيتهم , كغرب متنور حامل لمشعل الحرية و الديمقراطية و محارب للمزعوم "
الإرهاب " لعل وعسى ضميرهم يصحو و يستيقظ على قنابلك العنقودية و الفسفورية
!!!
أما العرب و المسلمون .. فلم يعد لديهم ما يقدمونه
من تبريرات لجبنهم المزمن , بعد هذا الذي جرى في دبي , لأجيالهم القادمة و أوطانهم
, و شعوبهم المغلوبة على أمرها , و كراماتهم المجروحة , و للمنتظم الدولي , سوى قول
كلمة الحق .. تلك الكلمة الفصل التي تفصل بين الحق والباطل: كفى يا إسرائيل.. تسلطا
و طغيانا !!!
عبد الجبار الغراز algharraz62@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق